رُصد وميض من ثقب أسود بقوة تعادل ضوء 10 تريليونات شمس
إسطنبول، 7 نوفمبر (هيبيا) - اكتشف علماء الفلك أكبر وأبعد وميض تم رصده على الإطلاق من ثقب أسود فائق الكتلة. الوميض، الذي أطلق عليه لقب "سوبرمان"، وقع على بعد 10 مليارات سنة ضوئية من الأرض، وبلغت شدة ضوئه في ذروته ما يعادل سطوع 10 تريليونات شمس.
مصدر الانفجار هو نواة مجرية نشطة (AGN)، وهي منطقة مضيئة ومضغوطة في مركز المجرة، تغذيها ثقب أسود فائق الكتلة يمتص المادة بنشاط. يسقط الغاز والغبار في قرص دوّار حول الثقب الأسود، حيث يسخن بشدة ويصدر إشعاعات كثيفة.
يعتقد الباحثون أن الثقب الأسود قد ابتلع نجماً ضخماً كان من الممكن أن ينفجر وينهي حياته بطريقة أخرى، مما تسبب في إطلاق هذا القدر الهائل من الطاقة.
وقال البروفيسور ماثيو غراهام من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة *نيتشر أسترونومي*: "حوالي واحد من كل عشرة آلاف نواة مجرية نشطة يظهر نوعاً من نشاط الوميض، ولكن هذا الحدث استثنائي للغاية بحيث يشكل فئة خاصة بحد ذاته (أي أنه حدث واحد من بين مليون تقريباً)."
يشير هذا الانفجار إلى وجود مجموعات غير معروفة من النجوم العملاقة في مراكز المجرات الكبرى التي تحتوي أيضاً على ثقوب سوداء فائقة الكتلة، مما يسلط الضوء على التفاعلات المعقدة بين هذه الأجسام العملاقة.
تم اكتشاف "سوبرمان" لأول مرة في نوفمبر 2018 في مرصد بالومار بجنوب كاليفورنيا بواسطة مسح Catalina Real-Time Transient Survey ومنشأة Zwicky Transient Facility. يشتهر مرصد زويكي، المزود بكاميرا واسعة الزاوية، بقدرته على اكتشاف الأحداث الكونية المؤقتة مثل المستعرات العظمى السريعة.
قال غراهام إن الجسم لم يكن يبدو غريباً في البداية، بل كان ببساطة ساطعاً جداً. ظن فريق علماء الفلك أنه بلازار – ثقب أسود فائق الكتلة يقذف تيارات من المادة عبر الكون.
بعد خمس سنوات، أعاد الفريق تحليل البيانات الأولى ولاحظ تغييرات في سطوع الإشارة. وكشفت الملاحظات اللاحقة باستخدام تلسكوبات أخرى، مثل مرصد W. M. Keck في هاواي، أن مصدر الضوء كان أكثر إشراقاً ونشاطاً مما كان يُعتقد سابقاً.
اكتشف العلماء أن الضوء جاء من نواة مجرية نشطة تقدر كتلتها بأكثر من 500 مليون ضعف كتلة الشمس.
Hibya Haber Ajansı وكالة الأنباء العربية