وفاة خوسيه

أعلن وفاته الرئيس الحالي لأوروغواي، ياماندو أورسي، الذي وصف موخيكا في منشور على منصة "إكس" بأنه "رئيس، وناشط، ومرشد، وقائد". وكان موخيكا يخضع للعلاج من سرطان المريء منذ ربيع عام 2024، حين تم تشخيص إصابته بالمرض.

على الرغم من أن العلاج أضعفه وجعله شبه عاجز عن الأكل، عاد موخيكا إلى الساحة السياسية في خريف 2024، حيث قاد حملة لدعم تحالف اليسار ومرشحه المفضل أورسي، الذي فاز في الانتخابات الوطنية.

وفي سبتمبر 2024، أعلن طبيبه أن العلاج الإشعاعي نجح في القضاء على معظم الورم. لكن في يناير 2025، أعلن الطبيب أن السرطان عاد إلى المريء وانتشر إلى الكبد. وأدت حالته المناعية الذاتية والمشاكل الصحية الأخرى إلى قراره بوقف العلاج.

خلال فترة رئاسته من 2010 إلى 2015، والتي كان يُعرف فيها على نطاق واسع باسم "بيبي"، أشرف موخيكا على تحويل أوروغواي إلى واحدة من أكثر الديمقراطيات الاجتماعية ليبرالية في العالم. فقد شرّع القنب وزواج المثليين، وأقر أول قانون شامل لحقوق الإجهاض في المنطقة، وجعل أوروغواي رائدة في مجال الطاقة البديلة، ما أكسبه تقديراً محلياً وشهرة عالمية.

أثار الإعجاب عالمياً بقراره مغادرة القصر الرئاسي والعيش في مزرعة صغيرة، وتبرعه بمعظم راتبه للأعمال الخيرية.

في الستينيات، أسس حركة التوباماروس، وهي حركة ماركسية-لينينية للمقاومة الحضرية بدأت بسرقة الأغنياء لتوزيع الأموال على الفقراء، لكنها توسعت لاحقاً لتشمل الاختطاف والتفجير والاغتيال.

عاش موخيكا حياة مليئة بالمخاطر في تلك السنوات، وتعرض لإصابات بالرصاص عدة مرات، وشارك في عملية هروب جماعي من السجن.

ولكن بعد انهيار التوباماروس عام 1972، أُلقي القبض عليه مجدداً، وقضى كامل فترة الديكتاتورية في أوروغواي بين عامي 1973 و1985 في السجن، حيث تعرض للتعذيب واحتُجز في الحبس الانفرادي لسنوات.

بعد إطلاق سراحه، انخرط في السياسة، وأسس في عام 1989 حركة المشاركة الشعبية (MPP)، والتي أصبحت أكبر مكون في تحالف الجبهة الواسعة اليساري.

انتُخب لعضوية الكونغرس عام 1995، وأصبح عضواً في مجلس الشيوخ عام 2000، ثم وزيراً للزراعة في أول حكومة يسارية في أوروغواي.

وبما يتماشى مع القيود المفروضة على مدة الرئاسة في أوروغواي، شغل منصب الرئيس لفترة واحدة فقط مدتها خمس سنوات.
لم يكن لدى موخيكا أطفال، وترك وراءه زوجته ورفيقته السابقة في الكفاح، لوسيا توبولانسكي.

في آخر مقابلة له، أجاب موخيكا على الأسئلة بحِكَم فلسفية متكررة.

"الحياة مغامرة جميلة ومعجزة. لقد ركزنا كثيراً على الثروة، وليس على السعادة. كنا مشغولين بفعل الأشياء، وفجأة، مرّت الحياة من أمامنا."

Hibya Haber Ajansı وكالة الأنباء العربية

 

facebook sharing button Facebook
twitter sharing button Tweeter
whatsapp sharing button Whatsapp