ذا غارديان: أوزغور أوزال ينتقد ستارمر لتجاهله اعتقال إمام أوغلو
لندن، 11 أبريل (هيبيا) - أفادت صحيفة The Guardian البريطانية أن زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي أوزغور أوزال انتقد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، متهماً إياه بتجاهل اعتقال رئيس بلدية إسطنبول والتراجع الديمقراطي في تركيا.
وجاء في التقرير: "قال أوزغور أوزال، زعيم حزب الشعب الجمهوري اليساري، في مقابلة مع The Guardian، إنه شعر بخيبة أمل لأن ستارمر لم يتحدث عن الهجمات على ’الحزب الشقيق‘، وأضاف: ’موقف ستارمر هو موقف لن يكون قادراً على تبريره في المستقبل‘".
وتابعت الصحيفة:
"أود إرسال الرسالة التالية: ’بعد أن ينتهي كل هذا، سنتذكر صمت أصدقائنا، لا أصوات أعدائنا المرتفعة ولا تعليقاتهم السلبية‘".
تم اعتقال إمام أوغلو الشهر الماضي بتهم فساد، مما أثار أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة في تركيا منذ أكثر من عقد، حيث خرج مئات الآلاف إلى الشوارع.
بدأ حزب الشعب الجمهوري بتنظيم مسيرات مرتين في الأسبوع في جميع أنحاء البلاد، ودعا إلى مقاطعة اقتصادية للشركات التي يقال إنها مقربة من الرئيس رجب طيب أردوغان، ويأمل في تحفيز حركة مناهضة للحكومة تم اعتقال حوالي 1500 شخص في إطارها حتى الآن، بمن فيهم صحفيون ومسؤولون بلديون.
بينما تصر السلطات التركية على أن التهم الموجهة لرئيس بلدية إسطنبول ليست مسيسة، وصفها أوزال بأنها "قضية سياسية"، مضيفاً أن "محامي أردوغان يسجنون من يسبب له إزعاجاً سياسياً".
وقد تم اعتبار رئيس بلدية إسطنبول، الذي أدار مدينة يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة لمدة ست سنوات، المنافس الرئيسي لأردوغان. وفي اليوم الذي نُقل فيه إلى منشأة أمنية مشددة في ضواحي إسطنبول، تم إعلان ترشيحه رسمياً للرئاسة من قبل حزب الشعب الجمهوري.
من المقرر إجراء الانتخابات في تركيا عام 2028، لكن من المتوقع على نطاق واسع إجراء انتخابات مبكرة. وبعد إعلان ترشيح إمام أوغلو، دعا حزب الشعب الجمهوري إلى انتخابات مبكرة.
وعلى الرغم من الاعتقال المفاجئ لرئيس البلدية، قال أوزال إن الحزب وضع بالفعل خططاً لإدارة حملة رئاسية حتى لو بقي إمام أوغلو في السجن. ووصف الانتخابات القادمة بأنها "استفتاء حول ما إذا كانت تركيا ستصبح دولة ديمقراطية أم أوتوقراطية".
وقد أُجريت المقابلة قبل وقت قصير من تنظيم مسيرة في إسطنبول، بينما يتم التخطيط لمسيرة أخرى في معقل أردوغان على البحر الأسود هذا الأسبوع. وفي بداية الأسبوع، قدم أردوغان شكوى جنائية ضد أوزال متهماً إياه بإهانة الرئيس عندما قال إن تركيا "تحكمها طغمة عسكرية تخاف من الانتخابات".
رفض أوزال القضية واعتبرها محاولة لترهيبه، لكنه لم يستبعد أن يطالب أردوغان باعتقاله "إذا لم يستطع مواجهته سياسياً، كما فعل مع إمام أوغلو".
وبينما تحدث قادة أوروبيون، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عن اعتقال رئيس البلدية، دعا أوزال أوروبا إلى ممارسة المزيد من الضغط على أنقرة لوقف التراجع الديمقراطي.
جاء اعتقال إمام أوغلو بينما أفادت تقارير بأن القادة الأوروبيين يفكرون في تكليف تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في الناتو بعد الولايات المتحدة، بمهمة حفظ سلام في أوكرانيا.
وقال أوزال: "ليس من الصواب التفاوض بدون مبادئ مع أردوغان لأسباب أمنية. لن يكون مفيداً لأحد أن يكون الجيش الأول في الناتو في يد ترامب، والثاني في يد ديكتاتور".
ومنذ اعتقال رئيس البلدية، لم تصدر الحكومة البريطانية أو حزب العمال سوى تعليقات قليلة بشأن الأحداث في تركيا أو ترحيل مراسل BBC مارك لوين، الذي كان يغطي الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقالت السلطات التركية إن لوين تم ترحيله لأنه كان يعمل بدون اعتماد رسمي.
وفي نهاية شهر مارس، قال وزير شؤون أوروبا وأمريكا الشمالية والأقاليم الخارجية، ستيفن دوتي، للبرلمان إن "المملكة المتحدة تراقب الوضع عن كثب".
وأضاف: "المملكة المتحدة تتوقع من تركيا أن تفي بالتزاماتها الدولية وأن تلتزم بسيادة القانون، بما في ذلك الإجراءات القضائية السريعة والشفافة".
اتهم أوزال ستارمر بأنه يعطي الأولوية لقضايا الأمن الإقليمي، مثل سوريا، بدلاً من الانتهاكات الجسيمة للحقوق الديمقراطية في تركيا.
واختتم قائلاً: "الخاسرون في هذا المسار ليسوا فقط أردوغان في نظر القوى الديمقراطية في العالم، بل أيضاً ستارمر على الساحة الدولية".
Hibya Haber Ajansı وكالة الأنباء العربية