Sahih News

كما انكمش النشاط التصنيعي في الصين بأكثر من المتوقع في أكتوبر، وتراجع إلى أدنى مستوى في ستة أشهر، إذ توقفت معظم المصانع في أنحاء البلاد عن العمل خلال عطلة أسبوعية استمرت من 1 إلى 8 أكتوبر.

وتفاقم التباطؤ في الاقتصاد الصيني خلال أكتوبر بفعل ضعف الطلب الاستهلاكي وتعمّق التراجع في قطاع العقارات، في حين أثّر موسم العطلات الطويل سلباً على النشاط الصناعي.

ووفقاً للبيانات التي نشرها مكتب الإحصاء الوطني يوم الجمعة، انكمشت الاستثمارات في الأصول الثابتة، بما في ذلك العقارات، بنسبة 1.7 بالمئة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام، بعد تراجع قدره 0.5 بالمئة في الفترة ما بين يناير وسبتمبر.

وبحسب بيانات Wind Information، وهي قاعدة بيانات خاصة تركز على الاقتصاد الصيني وتمتد سجلاتها حتى عام 1992، فإن آخر مرة شهدت فيها الاستثمارات في الأصول الثابتة انكماشاً سنوياً كانت خلال عام 2020 أثناء الجائحة.

ووفقاً لتقديرات بنك Goldman Sachs، تراجعت الاستثمارات في الأصول الثابتة على أساس شهري منفرد بنسبة 11.4 بالمئة مقارنة بالعام السابق، وهو أضعف رقم منذ بداية عام 2020 حين فُرضت أولى قيود كوفيد. وربط البنك هذا التراجع بمساعي بكين للسيطرة على فائض الطاقة الإنتاجية الصناعية والتراجع في قطاع الإسكان.

وفي هذا الجزء من الاقتصاد، واصلت الاستثمارات العقارية تراجعها، لتنكمش بنسبة 14.7 بالمئة خلال الفترة حتى أكتوبر، بعد انكماش بلغ 13.9 بالمئة في الأشهر التسعة الأولى. في المقابل، ارتفعت الاستثمارات في التصنيع بنسبة 2.7 بالمئة، وزادت نفقات المرافق العامة – بما في ذلك إمدادات الكهرباء والوقود والمياه – بنسبة 12.5 بالمئة. ونما الإنتاج الصناعي في أكتوبر بنسبة 4.9 بالمئة، منخفضاً عن معدل النمو البالغ 6.5 بالمئة في الشهر السابق، وفشل في تحقيق التوقعات البالغة 5.5 بالمئة.

وتراجع معدل البطالة في المناطق الحضرية، المستند إلى استطلاعات، من 5.2 بالمئة في سبتمبر إلى 5.1 بالمئة الشهر الماضي. وكإشارة إضافية على استمرار ضعف الطلب في قطاع الإسكان المتعثر، أظهرت بيانات رسمية منفصلة نُشرت يوم الجمعة أن أسعار المساكن الجديدة في الصين انخفضت في أكتوبر بنسبة 0.5 بالمئة على أساس شهري، في أكبر تراجع شهري منذ أكتوبر من العام الماضي، كما هبطت أسعار المساكن بنسبة 2.2 بالمئة على أساس سنوي.

وبحسب المحللين، ارتفعت أسعار المستهلكين في أكتوبر بنسبة 0.2 بالمئة مقارنة بالعام السابق، مسجلة أعلى معدل تضخم منذ يناير وأول نمو إيجابي منذ يونيو. ووفقاً لبيانات Wind Information، ارتفع معدل التضخم الأساسي – الذي يستثني الغذاء والطاقة – بنسبة 1.2 بالمئة على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى له منذ فبراير 2024.

وتراجع الصادرات الصينية في أكتوبر على نحو غير متوقع للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، وسط تصاعد التوترات التجارية مع واشنطن قبل التوصل إلى اتفاق في نهاية الشهر. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم الصين شي جين بينغ قد اتفقا الشهر الماضي على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة وتعليق سلسلة من الإجراءات التقييدية لمدة عام واحد.

ويتوقع الاقتصاديون أن تتزايد الضغوط على بكين لتحفيز الطلب المحلي، إذ إن تراجع الشحنات المسبقة وضعف الطلب العالمي قد لا يعوضان بالكامل الانخفاض المتعمق في الصادرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.